“كيف تحافظ على أبناءك من سلوكيات البيئة المُحيطة بالتربية الإيمانية”
أتحدث إليكم اليوم كولي أمر يعيش في بيئة لاتساعده على التربية الإيمانية لأبناءه، وأشعر بنفس الشعور الذي يراودك يوميًا بسبب هذا الأمر، وأود طمأنتك أنّك تستطيع تربية أبناءك تربية إيمانية حتى ولو كنت تعيش في بيئة مشابهة للبيئة التي أعيش فيها أنا.
التربية الإيمانية هى تربية أبناءك على تقوى الله والتعلق به ووضع الدين في المرتبة الأولى في كل أفعالهم، ويحدث ذلك عن طريق غرس السلوكيات الإيمانية في قلبهم، وإن استطعت تطبيق ذلك فستكون كما لو أعطيتهم سلاح يحميهم من أخطار البيئة المُحيطة.
فكيف تربي أبناءك تربية إيمانية؟ هيا بنا نبدأ..
10 عوامل لتربية أبناءك تربية إيمانية
1- السعادة الزوجية:
هل الحياة الزوجية في أحسن حالاتها؟
إجابتك ستحدّد إذا كان باستطاعتك تربيتهم تربية إيمانية أم لا.. فالإجابة بنعم تُعني بيت مُستقر.. وأبناء قادرون على الاستماع والتطبيق والمشاركة، أما غيرذلك فتُعني أن جميع محاولاتك لافائدة منها.
فاعزم على إصلاح الحياة الزوجية وجعلها مستقرة أولاً.
2- أن تكون لهم قدوة حسنة:
الولد ظل أبيه فكيف يستقيم الظل والأصل أعوج؟
تلك الحكمة تُلخّص ما أريد قوله لك في تلك النقطة، إذا كنت تريد أن ترُبى ابنك تربية إيمانية يجب عليك أن تطبّق قيم التربية الإيمانية بشكل عملي في تعاملاتك اليومية معه، حافظ على الصلاة في أوقاتها، تصدّق، اقرأ القرآن، وطبّق كل السلوكيات الحسنة التي تريد غرسها فيه بشكل عملي.
3- اللغة العربية:
ماهو المرجِع الأول في التربية الإيمانية بالنسبة لنا كمسلمين؟
الإجابة وبكل تأكيد القرآن الكريم، ويأتي بعد ذلك السنة النبوية وقصص الصحابة.. فإذا كانت اللغة العربية هى لغة القرآن، واللغة التي كان يتحدّث بها رسول الله والصحابة فلماذا تُحدّثهم أنت بلغة أجنبية؟ فاستخدام اللغة العربية مهم جدًا، لأنها تذكّرك وأبناءك بالأصل العربي، وتجعلك تتمسك أكثر بالعادات والتقاليد العربية، وتسهّل الطريق للتربية الإيمانية.
4- استثمار الأحداث:
الأحداث فرصة عظيمة للمعرفة.. استغل أى حدث يدور حولك لتحدثهم عن الدين الإسلامي..
في بداية رمضان حدّثهم عن الصوم وفوائده، وفي شهر ذي الحجة حدّثهم عن مناسك الحج، وفي الأشهر الحُرم حدّثهم عن لماذا سُمّيت بهذا الاسم
حاول استغلال الأحداث بكل الطرق لجعل ابنك متعلقًا بالعقيدة دائماً..
وعليك أيضاً استغلال الأحداث غير الدينية مثل تريندات السوشيال ميديا لتشرح لهم رأى الدين في هذا التريند.
5- الالتزام بآداب الاختلاط:
أمر صعب وسيحتاج منك مجهود مُضاعف خصوصًا لو كنت تعيش في دولة أوروبية لأن الاختلاط مُباح في جميع مجالات الحياة، في الجامعات، المدارس وأماكن العمل، فإذا كان الاختلاط شىء لابد منه، فيجب علينا الالتزام بآدابه كما علّمنا ديننا الحنيف.
وتستطيع تعويد أبناءك على آداب الاختلاط بداية من البيت، فعند وصولهم سن معيّن يجب أن تفرّق بينهم في المضاجع وتحدّثهم عن السبب وراء هذا الأمر بالشكل المناسب لسنهم.
6- القصص النبوية وقصص الصحابة:
القصص لها تأثير كبير على خيال المستمع، وتعتبر أداة ممتازة لوضع استراتيجيات تعامل وتقديم مفاهيم معقدة وترك انطباع ثابت في المخ على المدى الطويل.. وأكبر دليل على أن القصص تطور من السلوك والقيم، هو أن الله عز وجل استخدمها في معظم سور القرآن الكريم ووضّح من خلالها المواعظ والمثل العليا في التعاملات.
ولكي تحصل على تأثير السحر من القصص في التربية الإيمانية عليك اتباع التعليمات الآتية:-
- مراجعة القصة أو الكتاب بدقة، مع مراعاة اهتمامات الطفل ومرحلته العمرية والفترة الزمنية المناسبة لقدرته على التركيز والانتباه.
- تغيير نبرة الصوت وفقًا لأحداث القصة، وتوظيف تعابير الوجه وحركة اليدين لخدمة الأحداث، من أجل المزيد من الإثارة وجذب انتباه الطفل.
- الابتعاد عن القصص المرعبة أو التي تحتوي على كذب أو خيال مبالغ فيه، لأنها تؤثر بالسلب على الطفل.
- اسأل الطفل عن الدروس المستفادة ورأيه في أحداث القصة
7- الأناشيد:
من منا لا يتذكَر جملة في أنشودة تجعل قلبه مليئًا بالنشاط والحيوية والتفاؤل؟
الأناشيد تصل القلب سريعًا فحاول أن تستخدم الأناشيد الدينية في غرس السلوكيات الإيمانية في أبناءك.
8- الأصدقاء:
المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالل ..
و مجالسة الحريص ومخالطته تُحرك الحرص، ومجالسة الزاهد ومخاللته تُزهد في الدنيا..
وتأثير أصدقاء أبناءك على أفعالهم تتخطى الـ 60%، بمعنى أنك لو تطبّق تعاليم التربية الإيمانية بحذافيرها مع أبناءك ولديهم أصدقاء سوء فإن المجهود الذي تبذله يضيع بسبب هؤلاء الأصدقاء فاختار أصدقاء أبناءك بعناية.
وإذا كنت تريد ضمان الصحبة الصالحة لأبناءك فعليك ضمان الصحبة الصالحة إليك أولا.. لأن بنسبة تتخطى الـ90% يٌصبح أبناء أصدقاءك.. أصدقاء لأبناءك.
9- الأذكار:
من أعظم وسائل الحفظ للعبد المداومة على أذكار اليوم والليلة، فعوّد أبناءك على أن يكون لديهم ورد من الأذكار يوميًا لقراءته
ويجب عليك مشاركتهم في ذلك حتى تصبح قدوة حسنة يُحتذى بها، فمثلا تابعه حين يبدأ في المذاكرة وحدّثه عن أذكار المذاكرة وكيف تزود قدرته على الاستيعاب وشاركه في قراءتها حتى يتعوّد عليها.
10- اللقاء الإيماني:
لقاء يجتمع فيه أفراد الأسرة بهدف المعايشة الإسلامية.
تتحدث معهم فيه عن أمور الدين، السلوكيات الإيجابية، العادات التي يجب الالتزام بها..وتتشاركون فيه الحديث عن الأنشطة اليومية والتطلُعات والأهداف..
وأهم ميزة في اللقاء الإيماني أنّك تستطيع انتقاد تصرفات أبناءك دون الحديث معهم بشكل مباشر، فمثلا إذا كان أحد أبناءك لايغض البصر، فتحدّث معهم في اللقاء حول غض البصر وأهميته واطلب منهم واجب عملي أن يحاول كل واحد منهم غض البصر لمدة أسبوع حتى يتم اللقاء مرة أخرى والحديث معهم حول شعورهم حين غضوا البصر وهكذا.
وإلى الآن نكون قد وصلنا إلى نهاية الحديث عن عوامل تربية الأبناء تربية إيمانية، ويتبقى لنا شىء مهم يجب الحديث عنه قبل نهاية هذا المقال، وهى كيفية غرس القيم الإيمانية في أبناءنا؟
تستطيع غرس أى سلوك إيجابي في ابنك من خلال 4 خطوات:-
1- أن تكون له قدوة حسنة وتقوم بممارسة تلك القيم أمامه بشكل عملي.
2- أن تعلّمه تلك القيم وتحدثه عن فوائدها.
3-ألا تمل من تكرار الحديث عن تلك القيم وممارستها أمامه.
4- متابعة حالته مع تلك القيم بشكل دوري، هل يمارسها أم لا.
أعِدك عزيزي القارىء أنّك ستغرس جميع القيم والسلوكيات الحميدة في أبناءك إذا التزمت باتباع تلك الخطوات الأربعة.
هذا المقال بكل ماوُرد فيه هو نقطة في بحر أُسس التربية الإيمانية للأبناء ولكن إذا اتبعت التعليمات التي ذكرناها فيه ستستطيع أن تربي أبناءك تربية إيمانية، ويجب عليك أيضًا البحث والقراءة كثيراً حول هذا الموضوع لتزداد خبرة وثقافة وتمرُس ف هذا الموضوع.
وفي النهاية تتقدّم إليكم أكاديمية رتّل بالشكر على سعيكم الدائم وراء تربية أبناءكم تربية إيمانية ونحن معكم خطوة بخطوة للوصول إلى هدفكم في تربية أبناءكم.
تجربة عملية:
اذكر لنا ماهى المواضيع الأساسية التي يجب أن يتضمّنها اللقاء الإيماني من وجهة نظرك.