كيف تُصبح تربية الأبناء سببًا في تدمير شخصياتهم؟
رسالة لكل ولي أمر يسعى لتربية أبنائه تربية إيجابية ويبذل قُصارى جهده وراء ذلك، اقرأ هذا المقال بتركيز لأننا سنتحدث عن بعض الأفعال التي تقوم بها باستمرار في رحلة تربية أبناءك وتلك الأفعال تكون سببًا في تدميرهم بدلاً من تربيتهم تربية سليمة.
أفعال تتسبب في تدمير شخصية ابنك
1-الأوامر الكيفية
فِعل نقوم به كل يوم تقريبًا، عندما نأمر أبناءنا أن يقوموا بشىءٍ ما بدون إبداء أى أسباب، تدخل على ابنك الغرفة تجده مُمسكًا الموبايل فتقول له اترك الموبايل وذاكر دروسك.. أنت تُريده يستغل وقته فيما يُفيد ويذاكر دروسه حتى يتفوق وتعتقد أنك بهذا الفعل تساعده على التفوق الدراسي والنجاح فيما بعد في الحياة العملية ولكن أنت لاتعلم أن هذا الفعل يمكنه إلغاء شخصية ابنك وتفكيره وتحويله لإنسان لايُفكّر، مجرد آلة تفعل ما يُطلب منها فقط.
ولكي لاتكون سببًا في جعل ابنك آلة، عليك فقط بإبداء سبب الطلب الذي تريده منه، فتقول له في هذا الموقف من فضلك يابنى اترك الموبايل واذهب لمذاكرة دروسك لأنك تقوم بإضاعة وقتك الثمين في أشياء لافائدة منها في حين أنك إذا قمت باستغلال هذا الوقت في المذاكرة ستصبح شخص أكثر تفوقًا وتستطيع تحقيق أحلامك في المستقبل كما أنه سيكون لديك وقتٍ كافٍ لفعل الأشياء التي تحبها مثل التصفح على الموبايل.بذلك التغيير البسيط في الفعل أنت حوّلت ابنك لشخص واعي يقدّر وقته الثمين ويعمل جاهدًا لجعل مستقبله أفضل، كما أنك جعلته شخص إيجابي.. عندما يجد أنه سيضيع وقته في أمرٍ لايفيده سيتوقّف عنه ويبحث عن أشياء نافعة له.
2-اُحبك إذا
قدّم لك ابنك نتيجة نهاية السنة الدراسية وكان حاصل على مجموع 98%، ففرِحت وقمت بحضنه قائلاً له أحبك عندما تكون متفوقًا.
طَلبت من ابنك شىءٍ ما ووافق على الفور، ففرحت وقولت له أحبك عندما تكون مطيع.
في هاذين الموقفين وفي مواقف أخرى مشابهة تكون نيّتك هى أن تشجع ابنك على التفوق والطاعة والصفات الحميدة ولكن أنت وبدون قصد تجعله يقع فيما يسمى بالحب المشروط، تجعله يشعر بأنه لاقيمة له بدون مايفعله وأنك تحب أفعاله لاتحبه لشخصه.
ولكي لاتقع في هذا الفخ أثناء رحلة التربية السليمة للأبناء عليك أن تُشعره بالحب غير المشروط، تجعله يشعر أنك تحبه في كل حالاته، تحبه لشخصه لا لأفعاله.
بهذا التغيير البسيط في الفعل أنت جعلت ابنك يحب نفسه ويقدّرها ويصير شخص سوي.
3-النقد
في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك صحابي يُدعى عبدالله بن عمر وكان الرسول يريد أن يحثه على قيام الليل فقال له “نِعم العبد عبدالله إذا أقام الليل”.
لم ينتقده لعدم قيام الليل واختار صلى الله عليه وسلم الأسلوب المناسب لحثه وتشجيعه على قيام الليل.
الآن تجد الأب يقوم بتوجيه النقد دائمًا لأبناءه ظنًا منه أن ذلك سيحفّزهم ويجعل حالهم أفضل ولكن الحقيقة أن هذا الفعل يقتل الثقة في النفس ويجعل الإبن يكره نفسه ويُقبل على الانتحار إذا اشتد الأمر سوءاً.
فإذا كنت من أولياء الأمور الذين ينتقدون أبناءهم باستمرار توقّف عن هذا الفعل واستبدله بالمدح وذكر المميزات مع اختيار أسلوب مناسب لحث الإبن على التطوير من نفسه.
4-التخويف
لا تمسك الكوب ستكسره، لاتجرّب ذلك ستفشل، أنا خائف عليك من المجتمع، لايوجد أحد يُحبك مثلي، سأترك البيت وسأغادر دون عِلم أحد..
وكلمات أخرى كثيرة تقع على سمع الإبن كالصاعقة التي تصيبه بقلق المعاملة ويصبح سجين نفسه خائف من التعامل مع المحيطين به ويلجأ للانطواء والعزلة.
وحل ذلك الأمر هو أنّك تعطي له فرصة للتجربة، لاتُرهبه من تجربة الأشياء الجديدة، شجّعه وحفّزه وقوّمه ليتعلم من أخطاءه ويعود لفعل نفس التجربة وينجح بها.
بذلك أنت تضمن لابنك شخصية قوية وقدرة كبيرة على النجاح في المستقبل.
5-الشك
يوجد 4 عوامل رئيسية لضمان تربية الأبناء تربية إيجابية:-
- علاقة مبنية على الصداقة.
- بناء الثقة.
- بناء سلوك إيجابي.
- تعديل سلوك سلبي.
وعندما تشُك في ابنك فأنت تقوم بهد عامل رئيسي من عوامل التربية الإيجابية للأبناء.
وعلامات الشك كثيرة منها على سبيل المثال أنه عندما يبكي الأخ الأصغر فتتهم الأخ الأكبر بدون معرفة السبب، أو تدخل البيت تجده غير منظّم فتتهم ابن بعينه أنه السبب، وهكذا..
فالشك بالإضافة إلى أنه يقضي على التربية الإيجابية فأنه يتسبّب في فقدان ابنك الثقة في نفسه، فعليك ألا تقوم بهذا الفعل مرة أخرى حفاظًا على الفرص المتاحة لتربية الأبناء تربية سليمة.
6-الطلاق العاطفي
وهذا الأمر موجود في بعض الأسر في مجتمعاتنا، وهو أن يكون الأب والأم مضطرين للعيشة سويًا من أجل الأطفال فقط، ولكنهم لايتبادلون أى نوع من أنواع الحب والاحترام، وذلك يجعل الأبناء في حالة حزن دائمة ويميلون للعزلة، بالإضافة إلى تأثير ذلك الأمر بالسلب على الآباء والأمهات في رحلة تربية الأبناء لأن أفضل مايقدمه الأب لأبناءه هو احترام أمّهُم والعكس صحيح.
الآن وبعد أن تحدثنا عن 6 أفعال يمكنها تدمير شخصية ابنك، دِعنا نسألك سؤال.. هل تقوم ببعض أو كل تلك الأفعال؟
إذا كانت الإجابة”نعم” فعليك التخلي عن تلك الأفعال لتضمن تربية إيجابية لأبناءك.
وهيا بنا نسرد باقي الأفعال التي يمكنها تدمير شخصية ابنك:-
- الصراخ: أن تقوم بالصراخ الدائم في وجه ابنك وهذا الفعل يقوم به كثير من الأمهات.
- السخرية من الأبناء بسبب الشكل، الوزن، وطريقة المشي وغيرها.
- المقارنة: أن تقارن ابنك بأصدقائه.
- الضرب.
- الشتم.
معظم الأفعال التي قمنا بسردها لاتستغرق أكثر من دقيقة للقيام بها ومع ذلك يمكن لأثرها أن يبقى طيلة العمر قاضيًا على مزايا كثيرة ومستقبلا كان سيصبح أفضل بدونها، فنرجوكم توخّي الحذر في تصرفاتكم مع أبناءكم وتذكّروا دائمًا أن ابنك هو نور عينك فلا تطفئها بأفعالك.
وفي النهاية نود أن نشكركم على سعيكم الدائم وراء تربية أبناءكم تربية إيجابية ونحن معكم خطوة بخطوة للوصول إلى هدفكم في التربية الإيجابية للأبناء.
تجربة عملية:
اشرحوا لنا الطريقة المناسبة من وجهة نظركم للحد من استخدام الأبناء للهاتف المحمول.
أو يمكنك الإطلاع على مقال الإدمان الألكتروني، وكيف تساعد ابنك في التخلص منه