ماهى مخاطر الإدمان الإلكتروني التي تهدد أبناءنا.. وكيف نساعدهم في التخلص من تلك العادة السيئة؟
التكنولوجيا لغة العصر، والأجيال الحالية تستخدمها في كل شىء لأنها أداة سحرية تستطيع مساعدتهم في كافة الأمور الحياتيه مثل التعلُم، الترفيه، متابعة الأخبار اليومية، التسوٌق..ونشاطات أخرى كثيرة تساعد فيها التكنولوجيا بمنتهى الإحترافية والسرعة والأمان.
ولكن..
على قدر أهميتها القصوى في حياة أبناءنا على قدر خطورتها الشديدة عليهم لأنها سلاح ذو حدين، ومن الممكن أن يتحول الأمر إلى نوع من أنواع الإدمان يسمى بالإدمان الإلكتروني أو إدمان الإنترنت.
ماهى مخاطر الإدمان الإلكتروني على الأبناء؟
عندما يتعلّق ابنك بجهازه الإلكتروني أكثر من اللازم يُصاب بمشكلات كثيرة أهمها:-
1- العُزلة الاجتماعية:-
قد يتوقف ابنك عن الخروج والتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، بسبب إدمان الإنترنت، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم التطور الاجتماعي والعاطفي الطبيعي، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل والتعامل مع الآخرين في المستقبل.
2- القلق والاكتئاب:-
يمكن أن يسبب الإدمان الإلكتروني القلق والاكتئاب، نظرًا لأنهم قد يشعرون بالعزلة والانطواء.
3- الضعف الأكاديمي:-
قد يتأثر أداء الابن في المدرسة والنتائج الأكاديمية بسبب الاستخدام المٌفرط للإنترنت.
4- التأثير على جميع مراحل النمو:-
استخدام الأجهزة الإلكترونية يمنع ابنك من النمو الحركي حيث أنه لايتحرك
يمنعه من النمو الاجتماعي حيث أنه مُنعزل
يمنعه من النمو الجسدي بشكل كبير بسبب قلة الأكل،
5- خطورة التصعيد:-
الإدمان الإلكتروني يفتح المجال لابنك لممارسة أفعال أشد خطورة، الأمر يبدأ بلعبة يستمتع بها، فعندما يشعر أنها لاتلبي رغباته يتركها ويجرب أشياء جديدة على الإنترنت مثل الإباحية مثلا، يأخذ رحلة متعته معها ثم يتطور به الحال لأمور أشد وهكذا وهكذا، فأنت لاتدري مايُتابعه ابنك بالساعات.
6- التؤثر بالرِتم السريع:-
في الحياة الإلكترونية يستطيع الشخص فعل كل مايُريد بضغطة زر واحدة.. أما في الحياة الواقعية كل أمر يحتاج منا وقت ومجهود.
وعندما ينغمس ابنك في الإدمان الإلكتروني يتأثر بالرِتم السريع في الإنجاز فعندما يُطلب منه إنجاز مهمة في الحياة الواقعية يجد صعوبة في إنجازها لانها تحتاج منه وقت ومجهود وهو قد تعوّد على السرعة.
7- الضرر الجسدي:-
مشاكل كثيرة يتسبب فيها الإدمان الإلكتروني مثل النحافة، السِمنة المُفرطة، مشاكل في الظهر، الأذن، العين والعظام وغيرها…
فكثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية يتسبب في العديد من المشاكل الجسدية والصحية.
كل تلك المخاطر وأكثر تحدث بسبب الإدمان الإلكتروني ، لذلك فإن التكنولوجيا سلاح ذو حدّين ويجب علينا كأولياء أمور أن نشجع أبناءنا على الاستفادة القصوى من التكنولوجيا مع حمايتهم من أبناءنا الوقوع في إدمان الإنترنت.
إذا كان إبنك مُصاب بالإدمان الإلكتروني كيف تساعده على التخلص من تلك العادة السيئة؟
إذا كان إبنك يُعاني من الإدمان الإلكتروني، فقد يكون الأمر محبطًا ومرهقًا بالنسبة لك. ولكن يمكنك مساعدة ابنك على التخلص من هذه العادة السيئة باتباع تلك التعليمات.
1- تعرَف على علامات الإدمان الإلكتروني:
قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان إبنك مصابًا بالإدمان الإلكتروني أم لا
لذلك يجب أن تعرف علامات الإدمان الإلكتروني، ومنها: قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت، الانعزال عن الأصدقاء والعائلة، والاهتمام الشديد بالشاشة على حساب الأنشطة الأخرى.
2- حدد الأنشطة البديلة:
من المهم تحديد الأنشطة الأخرى التي يمكن لإبنك ممارستها بدلاً من استخدام الأجهزة الإلكترونية. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة: القراءة، الرياضة، والتطوع في المجتمع.
3- احرص على وجود قواعد واضحة:
يجب وضع قواعد واضحة حول استخدام الأجهزة الإلكترونية والإنترنت. يمكن تحديد وقت محدد للاستخدام ومنع الاستخدام قبل النوم.
بالنسبة لوقت الاستخدام فهناك اتجاهين إما أن تمنعه نهائيًا من البداية أو تستخدم طريقة الـ 20% لمدة 5 أسابيع بحيث أنه إذا كان ابنك يستخدم الأجهزة الإلكترونية لمدة 5 ساعات يوميا فستقوم بالتالي:-
الأسبوع الأول سيقل الاستخدام بمقدار 20%، فتكون عدد الساعات 4 بدلاً من 5
الأسبوع الثاني سيقل الاستخدام بمقدار 20%، فتكون عدد الساعات 3 بدلاً من 4
وهكذا حتى نصل للأسبوع الخامس فيكون عدد الساعات صفر.
ولكن…
تلك الخطّة ستُواجه من الابن ببعض التصرفات الخاطئة مثل العصبية، البكاء، الملل، تكرار مُحاولات استعطافك وهكذا.. يجب عليك أن تكون حازم جداً في هذا القرار وأن تصبر على تلك الأفعال بدون أى انفعالات.
4- كن مثالًا حسنًا:
يجب أن تكون مثالًا حسنًا بالنسبة لإبنك، وأن تقضي وقت طويل معه ووقت قصير جداً على الأجهزة الإلكترونية.
5- التركيز على التغذية:
حيث أن التغذية السليمة والمتكونة من 3 أعمدة رئيسية (الوجبات – الماء – المكسّرات) تجعل ابنك دائمًا في حالة مزاجية أفضل، وتساعده في تخطى أعراض الانسحاب مثل الاكتئاب والخمول.
عند البدء في تنفيذ تلك النصائح ستجد بعض علامات الأعراض الانسحابية تظهر على ابنك مثل التعب الجسدي- العصبية- البكاء- الاكتئاب- الصراخ وهكذا.
ويجب عليك أن تتعامل مع تلك الأعراض بنوع من الحزم والصبر، فتصبر على أفعال ابنك ولا تتعامل معه بقسوة وأيضًا لاتتراجع عن قرارك وتكمل طريقك في تحديد ساعات الاستخدام.
ومع مرور الوقت سيتعافي ابنك تمامًا من الإدمان الإلكتروني.. ولكن من الممكن أن يُصاب بالانتكاسة بسبب بعض العوامل.
أسباب الانتكاسة بعد التعافي من الإدمان الإلكتروني:-
-الوحدة
-الجوع
-الغضب
-الصحبة السيئة
فيجب عليك الحفاظ على ابنك بعد التعافي ومنعه من التعرض إلى تلك المسببات قدر الإمكان.
في النهاية، يجب علينا جميعًا أن ندرك أن الإدمان الإلكتروني يشكل خطرًا حقيقيًا على صحة وسلامة أبناءنا، على الرغم من أن التكنولوجيا تقدم الكثير من المزايا، فإن استخدامها بشكل زائد ومفرط يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الصحة النفسية والجسدية، ويمكن أن يؤثر على العلاقات الاجتماعية والعائلية.
لذلك، يجب علينا كآباء العمل على مساعدة أبناءنا في التحكم في استخدامهم للتكنولوجيا، والتأكد من أنها لا تسيطر على حياتهم، يمكننا القيام بذلك من خلال تحديد حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا، وتشجيع الأنشطة البديلة مثل القراءة والرياضة والتفاعل الاجتماعي في الوقت الحر.
علاوة على ذلك، يجب علينا توفير بيئة داعمة ومحفزة للأبناء، حيث يمكنهم الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه للتخلص من الإدمان الإلكتروني.
ونحن يمكننا تشجيعهم على تحديد أهدافهم وتحقيقها، وتعزيز شعورهم بالثقة والاعتماد على النفس، مما يمكن أن يساعدهم على الخروج من الإدمان والاستمتاع بحياتهم بشكل أكبر.