تهدف التربية السلوكية إلى تعزيز السلوك المرغوب وتقليل السلوك غير المرغوب لدى الأبناء، وتعتمد على مجموعة من القوانين والمبادئ التي تساعد في تحقيق هذا الهدف.
قبل أن نتحدّث عن قوانين التربية السلوكية لابد أن نجيب على سؤال هام.. ما الذي يدفع الأبناء إلى القيام بالسلوكيات السلبية؟
تعتبر السلوكيات السلبية التي يظهرها الأبناء مصدر قلق وتحدي للعديد من الآباء والأمهات.
فالتصرفات مثل العناد، والعدوانية، والعصبية، والمعارضة، تتسبب في توتر العلاقات العائلية وتؤثر على سعادة الأسرة بشكل عام..وفيما يلي سرد للأسباب الرئيسية التي تدفع الأبناء للقيام بالسلوكيات السلبية.
1- الاحتياجات الغير ملباة:
قد يقوم الأبناء بالسلوكيات السلبية للتعبير عن احتياجاتهم الغير ملباة.
قد يكونوا يشعرون بالملل أو الإهمال أو عدم الاهتمام، وبالتالي يحاولون لفت الانتباه عن طريق التصرفات السلبية.
2-نمط التربية:
يمكن أن يكون نمط التربية الذي يتبعه الآباء والأمهات له تأثير كبير على سلوك الأبناء.. إذا كان هناك نمط تربوي سلبي يتميز بالعنف أو الانتقامية، فقد يتّبع الأطفال هذه النماذج ويقومون بتكرار السلوكيات السلبية.
3- اضطرابات الصحة العقلية:
قد يكون للأبناء اضطرابات صحة عقلية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) أو اضطراب التوحد أو الاكتئاب.
هذه الاضطرابات قد تؤدي إلى سلوكيات سلبية نتيجة صعوبات التكيف الاجتماعي أو العاطفي.
4- النمو العاطفي والاجتماعي:
1- قانون التركيز في التربية:
في فترة الطفولة، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع العالم من حولهم.
إذا كانوا يعانون من صعوبات في التعبير عن مشاعرهم أو التحكم بها قد يدفعهم ذلك إلى القيام بالسلوكيات السلبية.
تلك الأسباب تعتبر الأشهر بين مسببات السلوكيات السلبية عند الأبناء
أو يمكنك القراءة أكثر عن السلوك السلبي للأبناء وطرق علاجه من هنا
والآن هيا بنا نتحدث عن قوانين التربية السلوكية عند الأبناء..
“ركّز على ما تريد أن يفعله ابنك، لا على ما تريد أن لا يفعله”
أي شيء تركز عليه يكثر حدوثه.. بمعنى أنّك إذا قلت لابنك لاتضيّع وقتك ستجده يضيّع وقته، لا تترك الصلاة ستجده يترك الصلاة وهكذا. الأفراد بشكل عام يميلون إلى التصرف بناءً على توقعات التركيز.. يعني ذلك أن السلوك الذي يتلقى تعزيزًا إيجابيًا مرتبطًا به سيزداد، في حين يقلل التعزيز السلبي من التصرفات غير المرغوبة.
لذا، يجب أن يركز الأب على تقديم التعزيز الإيجابي، مثل الثناء والمكافأة، لتعزيز السلوك المرغوب وزيادة احتمالية تكراره.
2- قانون التشجيع في التربية:
شجّع ابنك على القيام بالسلوكيات الإيجابية، تحدّث معه عن فضل الصلاة، اجعله يراك تصلي، اعطي له هدية عند كل صلاة.
شجّعه على الفعل الإيجابي دون ذكر أى فعل سلبي أمامه.
عندما يحين وقت الصلاة قول له هيا بنا نصلّي لكي نفوز بالجنة على سبيل المثال.. شجّعه على القيام بالفعل الإيجابي.
3- قانون الجذب في التربية:
يعتمد على فكرة جذب السلوك الجيد إلى الأبناء والأسرة بشكل عام عن طريق التركيز على الإيجابيات والجوانب الإيجابية لشخصيتهم.
4-قانون العقاب:
هذا القانون يشير إلى أن العقوبات يمكن أن تسهم في تقليل السلوك غير المرغوب.
ومع ذلك، يجب استخدام العقوبات بحذر وعدل، وتجنب استخدامها بشكل يؤدي إلى الإيذاء أو التعنيف..يجب أن تكون العقوبة عادلة ومتناسبة مع السلوك، ويفضل استخدام الإرشاد بدلاً من العقاب عند الإمكان.
تلك القوانين تشكّل حجر الأساس في التربية السلوكية، ولابد أن تأخذها عين الاعتبار عندما تواجه أى سلوك سلبي لابنك وتريد تقويمه وتحسينه.
هناك بعض الخطوات العملية التي يجب عليك فعلها عندما يقوم ابنك بفعل أى سلوك سلبي.
1- البقاء هادئًا:
عندما يقوم ابنك بسلوك سلبي، من الضروري أن تحافظ على هدوئك وتبقى هادئًا.
قد يكون الرد بطريقة عاصفة أو غاضبة سببًا لزيادة الاحتقان وتفاقم السلوك السلبي.
2- التواصل والتفاهم:
قم بمحاولة التواصل مع ابنك بشكل فعال وتأكيد أنك تفهم مشاعره واحتياجاته.. استمع بعناية إلى ما يقوله وحاول فهم الأسباب التي دفعته للقيام بالسلوك السلبي.. قد يكون هناك قلق أو توتر أو احتياجات غير ملباة تؤثر على سلوكه.
3-التعبير عن المشاعر بشكل صحيح:
ساعد ابنك على التعبير عن مشاعره بشكل صحيح وبناء.
قد يكون السلوك السلبي نتيجة لعدم القدرة على التعبير عن الغضب أو الإحباط بطرق إيجابية. قم بتعليمه كيفية التعبير عن مشاعره بوضوح واحترام الآخرين.
4-تعزيز السلوك الإيجابي:
حاول تعزيز السلوك الإيجابي لدى ابنك عن طريق الثناء والتشجيع.
عندما يقوم بسلوك إيجابي أو يتعامل مع الآخرين بشكل جيد، أعرب عن امتنانك واعطه المكافأة أو الثناء المناسب.
5-وضع حدود وقواعد واضحة:
قم بوضع حدود وقواعد واضحة للسلوك السلبي.. عرّف ابنك على التصرفات غير المقبولة ووضّح له العواقب المحتملة.
يجب أن تكون القواعد قابلة للتطبيق ومناسبة لسنه فإذا أردت أن تُطاع فأمُر بما يُستطاع.
هذا المقال من بدايته يهدف إلى:-
- بناء علاقة قوية مع أبناءك من خلال التعامل بحكمة مع السلوكيات السلبية وإظهار أننا مستعدون للتواصل والتفاهم، مما يسهم في بناء الثقة والاحترام المتبادل.
- تعزيز الإيجابية: التعامل الحكيم يساعد في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء.
بدلاً من التركيز على السلوك السلبي، يمكننا توجيه انتباهنا نحو تعزيز السلوك الذي نرغب في رؤيته وتعزيزه من خلال المكافأة والثناء. - فهم الأسباب العميقة: من خلال التعامل بحكمة، يمكننا فهم الأسباب العميقة وراء السلوك السلبي للأبناء.
قد يكون هناك احتياجات غير ملباة أو صعوبات تواجههم، وبالتالي يحاولون التعبير عن ذلك بطرق سلبية. من خلال الفهم العميق، يمكننا التعامل مع الجذور الحقيقية للمشكلة. - تعليم القدرات الاجتماعية والعاطفية: عندما نتعامل بحكمة مع السلوك السلبي، يمكننا تعليم أبنائنا مهارات التعامل الاجتماعي والعاطفي الصحيحة.
يمكننا تعليمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم، وحل المشكلات بشكل بنّاء، والتفاعل بإيجابية مع الآخرين.
وكل هذا لكي نعزّز مفهوم التربية الإيجابية للأبناء..وننجح في رحلتنا لجعل مستقبل أولادنا أفضل على المستوى العلمي، الاجتماعي، العملي، الديني، وعلى جميع الأصعدة.
وأكاديمية رتّل معكم قلبًا وقالبًا باستشارات ومحاضرات عملية تأخذ بإيديكم لتحقيق هذا الهدف السامي بإذن الله.
والآن جاء دور أسئلتكم حول قوانين التربية السلوكية ونحن في انتظاركم.
شكراً.