لكل ولي أمر..ماذا تفعل كي لاتخسر ابنك المراهق

    تعتبر المراهقة فترة حياتية هامة وحاسمة في حياة الابن، حيث يواجه المراهق خلال هذه المرحلة العديد من التحديات والتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية، تعتبر هذه الفترة مفصلية في تحديد هويته وشخصيته وتحديد مسار حياته المستقبلية. 

    في هذا المقال نريد أن نتحدث إلى كل ولي أمر له ابن على أعقاب تلك الفترة أو يمر بها بالفعل، نريد مناقشة مفهوم المراهقة ومراحلها الأساسية وكيفية التصرف السليم مع الأبناء في تلك المرحلة. 

    المراهقة هي فترة التحول من الطفولة إلى البلوغ والشباب، وعادة ما تمتد من سن 11 إلى 21 عامًا، على الرغم من أن الحدود الزمنية يمكن أن تختلف قليلاً من شخص لآخر وفقًا للعوامل البيولوجية والثقافية والاجتماعية.

     تُعتبر فترة المراهقة مرحلة انتقالية، حيث يتوسع اهتمامه وتجاربه ومسؤولياته، ويبدأ في استكشاف العالم بمفرده.

    هل للمراهقة مراحل؟

    للمراهقة 3 مراحل أساسية تختلف كل منهم عن الأخرى في مجموعة من السمات وفيما يلي سنستعرض مراحل المراهقة:

    1- المرحلة المبكرة للمراهقة(المراهقة الأولى) (11-14 عامًا):

    تبدأ هذه المرحلة عادة قبل سن 14 عامًا، وتتميز بتغيرات جسدية سريعة وملحوظة.
    يمكن أن تظهر علامات البلوغ الأولية مثل نمو الشعر، كبر حجم الثديين لدى الفتيات، وتغيرات الصوت خصوصاً في الأولاد..و يواجه المراهق في هذه المرحلة تحديات في التأقلم مع تغيرات جسده، وقد يعاني من اضطرابات المزاج والهوية.

    2- المرحلة المتوسطة للمراهقة (المراهقة المتوسطة) (14-18 عامًا):

    تستمر هذه المرحلة حتى سن 18 عامًا تقريبًا، وتكون التحديات الاجتماعية والعاطفية أكثر حدة في هذه الفترة.. يمكن أن تشهد الصداقات تغيرات واضحة، ويبدأ المراهق في بناء هويته الاجتماعية واستقلاليته عن الأسرة.
    هذه المرحلة قد تشهد أيضًا بعض التحديات في المدرسة والبيت، حيث يضطر المراهق لاتخاذ قرارات حياتية مهمة بشأن التعليم والمستقبل، ويبدأ في الشعور بأن لديه رأي يجب على الجميع في المنزل احترامه بل وتنفيذ رأيه أيضاً خصوصاً إذا كان هو الابن الأكبر في العائلة.

    3- المرحلة المتأخرة للمراهقة (المراهقة المتأخرة)(18-21 عامًا):

    تعد هذه المرحلة انتقالًا تدريجيًا من المراهقة إلى سن الشباب حيث يبدأ الفرد في تحديد أهدافه المستقبلية واختيار مسار حياته الأكاديمي أو المهني، تستمر التحديات الاجتماعية والعاطفية في هذه المرحلة، ولكن يتحسن عادة التكيف النفسي والاجتماعي لدى الفرد مع مرور الوقت، ولكن يبدأ الابن في هذه المرحلة أن يأخذ معظم قراراته بنفسه دون الرجوع لأولياء الأمور لإشباع حاجته في أن يكون أكثر استقلالاً واعتماداً على الذات.

    والآن بعد أن تعرّفت على مفهوم المراهقة ومراحلها.. تستطيع الآن معرفة ابنك يقع في أى مرحلة..

    نريد أن ننصحك نصيحة بخصوص ابنك المراهق..لابد أن تتحدّث معه عن التغيرات الجسدية والنفسية في تلك المرحلة، وتسمع حديثه حول التغيرات الطارئة عليه باهتمام.. لأن تلك المرحلة تشكل تحدياً كبيراً لكل مراهق على كافة المستويات.

    • التغيرات الجسدية: تتسبب التغيرات الجسدية في شعور المراهق بعدم الارتياح والتوتر.
    • التحصيل الدراسي: يمكن أن يشهد الفرد تحديات في التكيف مع متطلبات التعليم والدراسة.
    • الصداقات والعلاقات الاجتماعية: قد تتعرض الصداقات والعلاقات الاجتماعية لتغييرات وتحديات.
    • الأمور العاطفية: قد تكون العواطف في هذه المرحلة غير مستقرة ومتقلبة.

    ولذلك إليك 10 نصائح ذهبية للتعامل بطريقة سليمة مع ابنك المراهق.. 

    1- الاستماع بفعالية:

     كن مستعدًا للاستماع إلى ابنك المراهق بفعالية، ولا تقاطعه عندما يحاول التعبير عن آرائه أو مشاعره. اعطِه الفرصة للتحدث بحرية والشعور بأن صوته مسموع ومهم.

    2- احترام خصوصيته:

     يحتاج المراهقون إلى الخصوصية والمساحة الشخصية، لذا يُفضل أن تحترم خصوصيتهم وحاجتهم إلى الوقت وحدهم. لا تتدخل بشكل مبالغ فيه في حياتهم الشخصية ما لم يطلبوا ذلك.

    3- التواصل الفعّال:

    حاول التواصل مع ابنك المراهق في أوقات مناسبة ومناسبة للحديث، وتجنب محاولة التحدث معه عندما يكون في حالة غضب أو انفعال.

    4- تحديد الحدود والقواعد:

     يجب أن تكون هناك قواعد وحدود واضحة للسلوك والمسؤوليات. اتفق مع ابنك على القواعد المناسبة وعواقب عدم الامتثال لها، وكن عادلاً في تطبيق القواعد.

    5- التعلم عن مراحل المراهقة:

    اطلع على مراحل المراهقة والتحديات التي يواجهها في هذه الفترة كما تحدثنا في هذا المقال. هذا يمكن أن يساعدك على فهم سلوك ابنك المراهق بشكل أفضل وتوفير الدعم اللازم له.

    6- تشجيع الاهتمامات والهوايات:

    قد يكون لدى ابنك المراهق اهتمامات وهوايات خاصة. حاول تشجيعه ودعمه في تطوير هذه الاهتمامات، فذلك يساهم في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بالنفس.

    7- البناء على الإيجابية:

    حافظ على التوازن بين النقد والتشجيع. ركز على إبراز الجوانب الإيجابية في سلوك ابنك وتحفيزه للتطور والتحسن.

    8- البحث عن الدعم:

    لا تتردد في طلب المشورة من متخصصين أو الانضمام إلى جلسات دعم لأولياء الأمور لمناقشة التحديات والاستفادة من تجارب الآخرين.

    9- الاهتمام بالصحة النفسية:

     كن حسّاسًا لتغيرات المزاج أو السلوك عند ابنك المراهق وتحدث معه بصدق حول الصحة النفسية والعاطفية.

    10- التحلي بالصبر:

    يجب أن تكون المراهقة فترة للتعلم والتطور، فلا تتوقع نموذجًا مثاليًا من ابنك المراهق. كن صبورًا وثابر على دعمه وتوجيهه ليصبح شخصًا ناضجًا ومسؤولًا.

    في النهاية، يعتبر التواصل الفعال والدعم العاطفي والفهم من قبل الوالدين أمرًا حاسمًا للمساعدة في تجاوز التحديات وتعزيز علاقة صحية ومثمرة مع الابن المراهق.. كما أن التأكيد على الاحترام المتبادل والصدق والصبر يساهم في تعزيز الثقة بين الأولياء وأبنائهم، ويمهد الطريق لبناء علاقة أقوى وأكثر اتساقًا في مرحلة المراهقة.

    وفي النهاية يعتبر دعم الأهل والمجتمع للمراهق في هذه الفترة الحيوية أمرًا ضروريًا للمساعدة في تجاوز التحديات وتطوير هويته وشخصيته بنجاح.
    كما ينبغي أن يكون هناك تفهم وتقبل لمراحل المراهقة المختلفة والتغيرات التي يمر بها الفرد للمساعدة في تحقيق نمو إيجابي وصحي في هذه المرحلة.

    شاركنا بأسئلتك ومقترحاتك حول “كيفية تفهمك لابنك المراهق”.. 

    Leave a Reply

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *